مسائلهم شيء إلاّ وقد علمه قبل أن يكون (١).
قال أهل المعاني: معناه سواءً للسائلين وغير السائلين، يعني: إنّه بيّن أمر خلق الأرض وما فيها لمن سأل ولمن لا (٢) يسأل، ويعطي من سأل ومن لم يسأل (٣). "
١١ - قوله -عز وجل- ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾: عمد إلى خلق (٤) السماء (٥)
وقصد تسويتها، والاستواء من صفة الأفعال (٦) على أكثر

(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٤/ ٩٧، وذكره النحاس في "معاني القرآن" ٦/ ٢٤٨ بنحوه، وابن كثير في "تفسيره" ٧/ ١١١ بنحوه.
(٢) جاء في هامش الأصل: لم.
(٣) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٤٣، "اللباب" لابن عادل ١٧/ ١٠٧
بنحوه.
(٤) من (م) و (ت).
(٥) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٣٨٨)، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ١٧٢ ونسبه إلى ابن عيسى، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٦٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ٤٦٥، "تيسير الكريم الرحمن" للسعدي (ص ٦٩١) فائدة: قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في "تفسيره": (استوى) ترد في القرآن على ثلاثة معاني: فتارة لا تُعدى بالحرف، فيكون معناها: الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى﴾ [القصص: ١٤] وتارة تكون بمعنى "علا" و"ارتفع"، وذلك إذا عديت بـ (على) كقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)﴾ [طه: ٥] ﴿لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ﴾ [الزخرف: ١٣] وتارة تكون بمعنى "قصد" كما إذا عُديت بـ إلى.
(٦) الصفات الفعلية: هي التي تنفك عن الذات، أو التي تتعلق بالمشيئة والقدرة، إن شاء فعلها وإن شاء لم يفعلها، ومنها: الاستواء -المجيء- الإتيان -النزول- الخلق. انظر: "الصفات الإلهية تعريفها وأقسامها" لمحمد التميمي ١/ ٦٥.


الصفحة التالية
Icon