الأقوال (١)، يدل عليه قوله سبحانه: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ (٢). ﴿وَهِيَ دُخَانٌ﴾ بخار الماء (٣) ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا﴾ أي: جيئا بما خلقت فيكما من المنافع، وأخرجاها، وأظهراها لمصالح خلقي (٤).
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: قال الله تعالى للسموات: أطلعي شمسك وقمرك ونجومك، وقال للأرض: شققي أنهارك، وأخرجي ثمارك، فـ ﴿قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ (٥).
ولم يقل: طائعتين؛ لأنّه ذهب به إلى السّماوات والأرض ومن فيهنّ، مجازه: أَتينا بمن فينا طائعين، فلمّا وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من (٦) يعقل (٧).
وبلغنا أنّ بعض الأنبياء قال: يا ربّ لو أنّ السّماوات والأرض

(١) في (ت): الأفعال.
(٢) [سورة البقرة: ٢٩] وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٤٣.
(٣) انظر: "الوجيز" للواحدي ٢/ ٩٥٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٦٥، "تفسير ابن كثير" ٧/ ١١١، "اللباب" لابن عادل ١٧/ ١٠٨.
(٤) انظر: "الوجيز" للواحدي ٢/ ٩٥٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٤٣.
(٥) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٤/ ٩٨، والحاكم ١/ ٧٩، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٢/ ٢٥٦ (رقم ٨١٤) ثلاثتهم عن ابن عباس بنحوه، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٤٣ - ٣٤٤، وابن كثير في "تفسيره" ٧/ ١١١.
(٦) في (ت): ما.
(٧) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٣، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٥١، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٦٦.


الصفحة التالية
Icon