﴿فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ﴾ خوفتكم (١) ﴿صَاعِقَةً﴾ وقيعة (٢) وعقوبة ﴿مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ﴾.
١٤ - ﴿إِذْ جَاءَتْهُمُ﴾ يعني: عادًا وثمودًا
﴿الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾ يعني: من قبلهم وبعدهم (٣)، وأراد بقوله: ﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾ الرّسل الذين أرسلوا إلى آبائهم من قبلهم ومن خلفهم، يعني: من بعد الرّسل الذين أرسلوا إلى آبائهم، وهو الرسول الذي أرسل إليهم، هود وصالح.
فالكناية (٤) في قوله: ﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ﴾ راجعة إلى عاد وثمود، وفي قوله تعالى: ﴿وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾ راجعة إلى الرسل (٥).
_________
(١) "الوجيز" للواحدي ٢/ ٩٥٣، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٦٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٤٦ بنحوه.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ١٨٤، والطبري في "تفسيره" كلاهما بنحوه عن قتادة ٢٤/ ١٠٠، وذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٨ ونسبه لقتادة وغيره.
(٣) هذا قول ابن عباس كما نقله عنه الطبري في "تفسيره" ٢٤/ ١٠١، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٥/ ١٧٤ ونسبه لابن عباس والسدي.
(٤) لفظ الكناية مصطلح عند نحاة الكوفة، يطلقونه على الضمير. انظر: "معجم المصطلحات النحوية والصرفية" لمحمد نجيب (١٣٤).
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٣، "تفسير الطبري" بنحوه ٢٤/ ١٠٠، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٦٦.
ورجح بعض المفسرين أن الضمير في قوله: ﴿مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾ يعود على الأمم، منهم القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٤٦، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ١٣/ ٨٩ وضعف الأخير ما ذهب إليه الطبري والثعلبي ومن =


الصفحة التالية
Icon