أي: أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - (١).
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ قريبٌ صديق (٢).
قال مقاتل: نزلت في أبي سفيان بن حرب وكان مؤذيًا لرسول الله - ﷺ - فصار له وليًّا، بعد أن كان عدوًا (٣)، نظيره قوله تعالى: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً﴾ (٤).
قال ابن عباس: أمره الله تعالى في هذِه الآية بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله تعالى من الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنّه وليّ حميم (٥).

= سقى أطلالك المطر. انظر: "ديوان جرير" (ص ٢٠١)، وفيه: دينهم، بدل: فعلهم.
(١) لم أجد هذا القول في "معاني القرآن" للفراء، وذكره البغوي في "تفسيره" ٧/ ١٧٤ بنحوه، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٦١. وانظر هذا المعنى عند: الأخفش في "معاني القرآن" ٢/ ٤٦٧، والنحاس في "معاني القرآن" ٦/ ٢٦٨.
(٢) انظر: "الوجيز" للواحدي ٢/ ٩٥٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٧٤، "الجامع" للقرطبي ١٥/ ٣٦١.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٧٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٦١، "البحر المحيط" لأبي حيان ٧/ ٤٧٦ ولم ينسبه.
(٤) سورة الممتحنة [آية: ٧].
(٥) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٤/ ١١٩، والبيهقي في "سننه الكبرى" ٧/ ٤٤، وابن حجر في "التغليق" ٤/ ٣٠٣ ثلاثتهم بنحوه عن ابن عباس، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٦٢.


الصفحة التالية
Icon