حدثنا حجاج (١)، عن شعبة (٢)، عن موسى بن أبي عائشة (٣)، عن سليمان بن قتَّة (٤)، عن ابن عباس، ومعاوية، وعمرو بن العاص (٥)، أنّهم كانوا يقرؤون هذِه الحروف بكسر الميم: (وهو عليهم عَمٍ) (٦).
وقرأ الباقون (٧) بفتح الميم على المصدر (٨)، واختاره أبو عبيد، قال: لقوله: ﴿هُدًى وَشِفَاءٌ﴾ فكذلك: ﴿عَمًى﴾ مصدر مثلهما، ولو أنّهما هادٍ وشافٍ لكان الكسر في (عمٍ) أجود، ليكون نعتًا مثلهما (٩).

(١) المِصِّيصي، ثقة ثبت، لكنه اختلط في آخر عمره لما قدم بغداد قبل موته.
(٢) شُعبة بن الحَجَّاج، ثقة حافظ متقن.
(٣) أبو الحسن الكوفي، مولى آل جَعدة بن هُبيرة، ثقة عابد، وكان يرسل.
(٤) التَّيمِي، مولاهم البصري، وثقه ابن معين.
(٥) صحابة أجِلَّاء.
(٦) [٢٥٩١] الحكم على الإسناد:
إسناده صحيح.
التخريج:
لم أجد من أخرجها غير المصنف، وذكرها الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٢٠، والطبري في "تفسيره" ٢٤/ ١٢٨، وابن خالويه في "مختصر في شواذ القرآن" (ص ١٣٤) ونسبوها لابن عباس، والنحاس في "إعراب القرآن" ٤/ ٦٥ وذكر أن هذِه القراءة مخالفة للمصحف، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٥/ ٣٦٩ وزاد نسبتها إلى عبد الله بن الزبير.
(٧) في (ت): وقراءة الباقين.
(٨) انظر: "تفسير الطبري" ٢٤/ ١٢٨ ورجحها على القراءة الأخرى، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٦٩.
(٩) "رموز الكنوز" للرسعني ٧/ ٤١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٦٩.


الصفحة التالية
Icon