قال بعض أهل المعاني: قوله: ﴿أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ خبر لقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ (١).
[٢٥٩٢] وحُدِّثتُ عن محمد بن جرير (٢)، قال: حدثني شيخ من أهل العلم، قال: سمعت عيسى بن عمر (٣) يسأل عمرو بن عبيد (٤) فقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ﴾ أين خبره (٥)؟ فقال عمرو (٦): معناه في التفسير إنَّ الذين كفروا بالذّكر لما جاءهم كفروا به وإنّه لكتاب عزيز.
قال عيسى بن عمر: أجدت يا أبا عثمان (٧).
قوله: ﴿يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ مثل لقلة استماعهم واتباعهم

(١) انظر: "تفسير الطبري" ٢٤/ ١٢٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ١٧٦، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٥/ ٣٦٩، "تفسير النسفي" ٣/ ٢٣٨.
(٢) الإمام العلم المجتهد، صاحب التصانيف البديعة.
(٣) النحوي، أبو عمر الثقفي، صدوق.
(٤) ابن باب التميمي مولاهم، المعتزلي المشهور، كان داعية لبدعته، اتهمه جماعة مع أنه كان عابدًا.
(٥) في (م): خبرهم.
(٦) في (ت): عمر.
(٧) [٢٥٩٢] الحكم على الإسناد:
ضعيف؛ فيه جهالة مَنْ دون الطبري، وكذلك شيخه، وفيه أيضًا عمرو بن عبيد معتزلي كان داعيةً لبدعته، واتهمه جماعة.
التخريج:
أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٤/ ١٢٩، والأخفش في "معاني القرآن" ٢/ ٦٨٤ بنحوه، وذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ١٣/ ١٢٢.


الصفحة التالية
Icon