وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فإنّهم أهله ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ قال ابن عباس: لما قدم رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - المدينة كانت تنوبه نوائب وحقوق، وليس في يده سعة، فقالت الأنصار: إنّ هذا الرجل قد هداكم الله به، وهو ابن أختكم، تنوبه نوائب وحقوق وليس عنده لذلك سعة، اجمعوا من أموالكم ما لا يضركم فتأتونه فيستعين به على ما ينوبه، ففعلوا، ثم أتوه به. فقالوا له: يا رسول الله إنّك ابن أختنا، وقد هدانا الله على يديك، وتنوبك نوائب وحقوق، وليست لك عندها سعة، فرأينا أن نجمع لك من أموالنا، فنأتيك به، فتستعين به على ما ينوبك وها هو ذا، فنزلت هذِه الآية.
وقال قتادة: اجتمع المشركون في مجمع لهم، فقال بعضهم لبعض: أترون محمّدًا - ﷺ - يسأل على ما يتعاطاه أجرًا، فأنزل الله تعالى هذِه الآية، يحثهم على مودته، ومودّة أقربائه، وهذا التأويل أشبه بظاهر الآية؛ وإن هذِه السورة مكّية، واختلف العلماء في معنى الآية.
[٢٦٠٣] فأخبرني الحسين بن محمَّد بن فنجويه الدينوري (١) رحمه

= وتشديدها، فالقراءة الأولى من بشره يبشره، والثانية من بشره يبشره، وقرأ حميد ابن قيس يبشر من أبشر، يقال: بشر وأبشر وبشر) رموز.
قلت: قرأ بها ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، انظر: "السبعة" (٢٠٥ - ٢٠٦)، "التيسير" (ص ٤٤٩)، "زاد المسير" ٧/ ٢٨٣، "الجامع" للقرطبي ١٦/ ٢١.
(١) ثقة، صدوق، كثير الرِّواية للمناكير.


الصفحة التالية
Icon