وروى طاوس، والشعبي، والوالبي، والعوفي عن ابن عباس، قال: لم يكن بطن من بطون قريش إلّا وبينهم وبين رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - قرابة، فلما كذّبوا وأبوا أن يتابعوه، أنزل الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ يعني: أن تحفظوا قرابتي وتودّوني وتصلوا رحمي، فقال رسول الله - ﷺ -: "يا قوم إذا أبيتم أن تتابعوني، فاحفظوا قرابتي فيكم ولا تؤذوني، فإنّكم قومي وأحق من أطاعني وأجابني".
وإليه ذهب أبو مالك وعكرمة ومجاهد والسدي والضَّحَّاك وابن زيد وقتادة، وقال بعضهم: معناه إلّا أن تودوا قرابتي عترتي وتحفظوني فيهم، وهو قول سعيد بن جبير وعمرو بن شعيب.
ثمّ اختلفوا في قرابة رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - الذين أمر الله تعالى بمودتهم.
[٢٦٠٤] فأخبرني الحسين بن محمَّد الثَّقفيُّ (١) العدل رحمه الله، حدّثنا برهان بن علي الصُّوفي (٢)، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي (٣)، حدّثنا حرب بن الحسن الطحان (٤)، حدّثنا

(١) أبو عبد الله، ابن فنجويه الدينوري، ثقة، كثير الرِّواية للمناكير.
(٢) محمَّد بن علي بن الحسن الدينوري، يعرف ببرهان، كان فاضلاً، ثقة ورعا.
(٣) ثقة حافظ.
(٤) حرب بن الحسن الطحان. من أهل الكوفة قال عنه أبو حاتم: شيخ، وقال الذهبي نقلًا عن الأزدي: ليس حديثه بذاك.
انظر: "الجرح والتعديل" ٣/ ٢٥٢، "الثقات" ٨/ ٢١٣، "ميزان الاعتدال" للذهبي ١/ ٤٦٩.


الصفحة التالية
Icon