وضع موضع النعت (١)، وفي قراءة عبد الله - رضي الله عنه - (بريء) بالياء (٢) ﴿مِمَّا تَعْبُدُونَ﴾
٢٧ - ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي﴾ خلقني (٣).
ومجاز الآية: إنّني براء من كلّ معبود ﴿إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ إلى دينهِ (٤).
٢٨ - ﴿وَجَعَلَهَا﴾ يعني: هذِه الكلمة والمقالة (٥).
﴿كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ قال قتادة ومجاهد: يعني: لا إله إلاَّ الله (٦).
وقال القرظي: يعني: وجعل وصية إبراهيم - ﷺ - التي أوصى بها بنيه ﴿كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ﴾ في نسله وذريته، وهي التي ذكرها الله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ﴾ (٧) صلى الله عليهم.

(١) انظر: "تفسير الطبري" ٢٥/ ٦٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٧٦.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٣٠، "تفسير الطبري" ٢٥/ ٦٢، "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ١٣٦)، "تفسير القرآن" للسمعاني ٣/ ٩٨.
(٣) أخرج هذا المعنى بنحوه الطبري في "تفسيره" ٢٥/ ٦٢ عن قتادة والسدي، وانظر: "معاني القرآن" للنحاس ٦/ ٣٤٩، "تفسير" البغوي ٢١٠/ ٧.
(٤) انظر "تفسير الطبري" ٢٥/ ٦٢.
(٥) "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٠، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٧٧.
(٦) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٥/ ٦٣ عن قتادة ومجاهد والسدي، وذكره البغوي في "تفسيره" ٧/ ٢١٠، والقرطبي في "الجامع" ١٦/ ٧٧، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ١٣ جميعهم عن مجاهد وقتادة وزاد الأخير السدي.
(٧) البقرة: ١٣٢. وذكره بنحوه البغوي في "تفسيره" ٧/ ٢١٠، والقرطبي في "الجامع =


الصفحة التالية
Icon