وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: أَراد به مناظرة عبد الله بن الزِّبِعْرى مع النبي - ﷺ - في شأن عيسى عليه السلام (١)، وقد ذكرناها في الأنبياء (٢).
واختلف القرّاء في قوله - ﷺ -: ﴿يَصُدُّونَ﴾ فقرأ أهل المدينة والشام وجماعة من الكوفيين بضم الصاد (٣)، وهي قراءة علي - رضي الله عنه - (٤)، والنخعي (٥)، ومعناه: يُعرضون (٦)، ونظيره قوله تعالى: ﴿رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا﴾ (٧) (٨).
وقرأ الباقون بكسر الصاد (٩)، وهي اختيار أبي عبيد وأبي

(١) أخرج قوله الطبري في "تفسيره" ٢٥/ ٨٦ بنحوه، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٧/ ٢١٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٦/ ١٠٣.
(٢) انظر تفسير الآية ١٠١ من سورة الأنبياء.
(٣) انظر: "المبسوط" لابن مهران (ص ٣٣٥)، "تحبير التيسير" لابن الجزري (ص ٥٤٩)، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص ٤٩٦) وهم: نافع، وابن عامر، وأبو جعفر، والكسائي، وخلف.
(٤) ذكرها عنه النحاس في "إعراب القرآن" ٤/ ١١٥، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ١٣/ ٢٤١.
(٥) ذكرها عنه النحاس في "إعراب القرآن" ٤/ ١١٥، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ٢٥.
(٦) انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٦/ ٣٧٦، "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٢٣٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ١٠٣ جميعهم نسب القول للنخعي.
(٧) النساء: ٦١.
(٨) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٢١٨.
(٩) انظر: "المبسوط" لابن مهران (ص ٣٣٦)، "تلخيص العبارات" لابن بليمة (ص ١٣٨)، "النشر" لابن الجزري (ص ٦٣١)، وهم: ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب.


الصفحة التالية
Icon