على فارس، وفرح المؤمنون بظهور أهل الكتاب على المجوس (١).
وقال مقاتل بن حيان: يسّرنا لك يُسرًا بيّنًا؛ ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ (٢).
وقال مقاتل بن سليمان: لمّا نزل قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ﴾ فَرِحَ بذلك المشركون، والمنافقون، وقالوا: كيف نتّبع رجلًا لا يَدري ما يُفعل به وبأصحابه؟ ما أمرنا وأمره إلاّ واحد، فأنزل الله تعالى بعدما رجع من الحديبية ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)﴾ أي قضينا لك قضاءً بيّنًا، ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ فنسخت هذِه الآية تلك الآية (٣)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لقد نزلت عليَّ آية ما يسرّني بها

(١) [٢٧٦٧] الحكم على الإسناد:
فيه عبيد الله الكسائي، والحارث بن عبد الله صدوقان، وابن شنبة لم يذكر بجرح أو تعديل.
التخريج:
أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٢٢٥، والطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٧١، والبيهقي في "الدلائل" ٤/ ١٦٢ ثلاثتهم بنحوه، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٥٨ وزاد نسبته لسعيد بن منصور، وابن المنذر، وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٧/ ٤٤٢، وقال: روى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن الشعبي.
(٢) من (ت).
(٣) انظر: "الناسخ والمنسوخ" لابن حزم (ص ٥٦)، "تفسير ابن كثير" ٧/ ١٨٣ ونسبه لقتادة والحسن وعكرمة.
قلت: وقد رجح النحاس وغيره من المفسرين أن هذِه الآية غير ناسخة، انظر: "الناسخ والمنسوخ" ٢/ ٦٢٨، والإمام الطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٦٨، وابن =


الصفحة التالية
Icon