عبد الله بن بريدة (١)، عن أبيه (٢)، دخل حديث بعضهم في بعض، قالوا: خرجنا مع رسول الله - ﷺ - إلى خيبر يسير بنا ليلًا، وعامر بن الأكوع - رضي الله عنه - معنا، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع - رضي الله عنه -: ألا تسمعنا من هُنَيَّاتِك (٣)؟ وكان عامرٌ - رضي الله عنه - شاعرًا فنزل يَحدُو بالقوم وهو يرجز ويقول:
اللهم (٤) لَولا أنت ما اهتَدَينَا
وَلا تَصدَّقنا وَلَا صَلَّينا
إنّ الذين هم بغوا علينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا
فاغفِر فِدَاءً لَكَ ما اقتنينا
وثَبِّتِ الأقدَامَ إن لاقَينَا
وألقيَنْ سكينةً علينا
إنّا إذا صِيح بنا أتينا
فقال رسول الله - ﷺ -: "مَنْ هذا؟ " فقالوا: عامر بن الأكوع. فقال: "غفر لك ربّك". فقال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله، لو أمتَعتَنا به.

= انظر: "الكاشف" للذهبي ٢/ ٣١٢، "تقريب التهذيب" لابن حجر ٢/ ٢٩٢.
(١) عبد الله بن بُرَيدة بن الحُصَيب الأسلمي، أبو سهل المروزي، ثقة.
(٢) صحابي جليل.
(٣) في هامش الأصل و (ت): هنيهاتك.
هُنيَّاتِك: أي من كلماتك، أو من أراجيزك (وفي رواية: هَنَاتك، وفي أخرى: هُنَيهاتِك). انظر: "النهاية" لابن الأثير ٥/ ٢٧٩.
(٤) في جميع النسخ: (لاهم). والمثبت من كتب المصادر.


الصفحة التالية
Icon