فنهض بالراية، وعليه حلّة أُرجوان حمراء (١)، قد أخرج خملها، فأتى مدينة خيبر، وخرج مَرحَبٌ صاحب الحصن وعليه مغفر معصفر، وحجر قد نقبه مثل البيضة على رأسه، وهو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبُر أنّي مَرحبُ
شاكي السلاح بطلٌ مجرّب
أطعن أحيانا وحينا أضرب
إذا الحروب أقبلت تَلَهَّب
كان حمائي كالحمى لا يقرب
فبرز إليه علي - رضي الله عنه -، فقال:
أنا الَّذي سمَّتني أُمّي حَيدَرَه
كَليثِ غَابَاتٍ شديد قسوره
أكيلكم بالسيف كليل السَّندَرَه (٢)
فاختلفا ضربتين، فبدره علي - رضي الله عنه -، فضربه، فقدَّ (٣) الحجر والمِغفَر، وفلق رأسه حتّى أخذ السيف في الأضراس، وأخذ

= عكرمة بن عمار، به، بنحوه، وأخرجه أيضًا في كتاب فضائل الصحابة، باب: فضائل علي بن أبي طالب برقم (٦٣٧٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، بنحوه.
(١) قال الزجاج: الأُرجُوانُ صِبْغ أَحْمرَ شديد الحمرة، وحكى السيرافي أَحمرُ أُرْجُوانٌ على المبالغة به كما قالوا أَحْمَرُ قانِئٌ. "لسان العرب" ١٤/ ٣١١.
(٢) السَّندرة: مكيال واسع، والسندرة أيضًا العَجَلة. "النهاية" لابن الأثير ٢/ ٤٠٨.
(٣) القَدُّ: قطع الجلد وشَقُّ الثوب ونحو ذلك وضربَه بالسيف فقَدَّه بنصفين. "لسان العرب" ٣/ ٣٤٤


الصفحة التالية
Icon