المدينة، وكان الفتح على يديه - رضي الله عنه - (١).
ثمّ خرج بعد مَرحب أخوه ياسر وهو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أنّي ياسر
شاك السِّلاح بطل مُغاوِر
إذا الليوث أقبلت تبادر
إنّ حمائي فيه موت حاضر
وهو يقول: هل من مبارز؟ فخرج إليه الزبير بن العوّام - رضي الله عنه -، وهو يقول:
قد علمت خيبر أنّي زبار
قرم لقرم غير نكس فرار
ابن حماةُ المجد وابن الأخيار
ياسر لا يغررْك جمع الكفّار
وجمعهم مثل السراب السَّيَار (٢)
فقالت أُمّه صفية بنت عبد المطّلب رضي الله عنها: أيُقتل أبي يا نبي الله؟ قال: "بل ابنك يقتله إن شاء الله"، ثمّ التقيا، فقتله الزبير - رضي الله عنه - (٣).

(١) أخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب: غزوة ذي قرد وغيرها، ٥/ ١٨٩ برقم (٤٧٧٩) من طريق عكرمة بن عمار، به، بنحوه.
(٢) في (م): الجرار، وفي (ت): الجاري.
(٣) أخرجه الطبري في "تاريخه" ٢/ ١٣٦ ومن طريقه أخرجه المصنف، والبيهقي في "الدلائل" ٤/ ٢١٧ من طريق ابن إسحاق، بنحوه، وذكره ابن القيم في "زاد المعاد" ٣/ ٢٨٧.


الصفحة التالية
Icon