كانوا رمَوا عسكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحجارةِ، والنّبلِ، فأنزل الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ﴾.. الآية (١).
وقال عبد الله (٢) بن مُغَفَّل - رضي الله عنهما -: كنّا مع رسول الله - ﷺ - بالحديبية في أصل الشجرة، وعلى ظهره غصنٌ من أغصان تلك الشجرة، فرفعتُه عن ظهره، وعليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - بين يديه يكتب كتاب الصُّلح، وسهيل ابن عمرو، فخرج علينا ثلاثون شابًّا عليهم السّلاح، فثاروا في وجوهنا، فدعا عليهم نبي الله - ﷺ -، فأخذ الله عز وجل بأبصارهم، فقمنا إليهم، فأخذناهم، فخلّى عنهم رسول الله - ﷺ -، فأنزل الله تعالى هذِه الآية (٣).

(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٩٤ عن عكرمة مولى ابن عباس.
(٢) في (ت): عبد الرحمن.
(٣) أخرجه أحمد في "مسنده" ٤/ ٨٦ بنحوه من حديث عبد الله بن مغفل، وأخرجه النسائي في "الكبرى" ٦/ ٤٦٤ برقم (١١٥١١) بنحوه من حديث عبد الله بن مغفل، وأخرجه أيضًا في "التفسير" ٣/ ٣١٢ برقم (٥٣١)، والطبري في "تفسيره" ٢٦/ ٩٣ - ٩٤ بنحوه، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٠٠، بنحوه من حديث عبد الله بن مغفل، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي في "التلخيص"، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٦/ ٣١٩ بنحوه من حديث عبد الله بن مغفل، وزاد السيوطي نسبته في "الدر المنثور" ٦/ ٧٥ لأبي نعيم في "الدلائل"، وابن مردويه.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ١٤٥: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٥/ ٣٥١ عند شرحه لقوله: فأنزل الله تعالى ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ﴾: أخرجه أحمد والنسائي من حديث عبد الله بن مغفل بإسناد صحيح.


الصفحة التالية
Icon