قم فاذكر فضلك وقومك، فقام فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه، وآتانا أموالًا نفعل فيها ما نشاء، فنحن من خير أهل الأرض، من أكثرهم عدة ومالًا وسلاحًا، فمن أنكر علينا فضلنا (١) فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وفعال خير من فعالنا، فقال رسول الله - ﷺ - لثابت بن قيس بن شماس - رضي الله عنه -، وكان خطيب رسول الله - ﷺ -: "قم فأجبه"، فقام فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، دعا المهاجرين من بني عمه أحسن الناس وجوهًا، وأعظمهم أخلاقًا (٢) فأجابوه فالحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزًّا لدينه، فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فمن قالها منه منا ماله ونفسه، ومن أباها قتلناه، وكان زعمه في الله علينا هينًا أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، فقال الزبرقان (بن بدر) (٣) لشاب من شبانهم: قم يا فلان فقل: أبياتًا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقام الشاب فقال (٤):

= الحصين، ولقب الزبرقان لحسن وجهه، وهو من أسماء القمر، كان أحد سادات قومه، وفد على النبي - ﷺ - في وفد بني تميم وذلك سنة تسع.
انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر ٢/ ٥٦٠، "أسد الغابة" لابن الأثير ٢/ ٣٠٣، "الإصابة" لابن حجر ٢/ ٥٥٠.
(١) ساقطة من (ت).
(٢) في (ح): أحلامًا.
(٣) ساقطة من (ح).
(٤) ورد في بعض المراجع أنَّ الذي قال الأبيات: هو الزبرقان بن بدر نفسه. =


الصفحة التالية
Icon