وتكلم شاعرهم، فأرسل الرسول (١) إليك لتجيبه، وذكر له قول شاعرهم، قال: فجاء حسان - رضي الله عنه -، فأمره الرسول - ﷺ - أن يجيبه، فقال: يا رسول الله مره فليسمعني ما قال: فقال: رسول الله - ﷺ -: "أسمعه ما قلت" فأنشده ما قال، فقال حسان:

إنَّ الذوائب من فِهر وإخوتهم قد شَرَّعوا سُنَّةً للناس (٢) تُتَّبعُ
يرضى (٣) بها كُلُّ مَنْ كَانَتْ سريرتُه تقوى الإله وكلُّ الخَيرِ يُصْطَنَعُ (٤)
ثم قال حسان - رضي الله عنه -:
نَصَرنا رسولَ الله والدينَ عنوةً على رغم عاتٍ من معد وحاضِر
بضربٍ كما يزاغ المخاضُ مُشَاشةٌ وطعن كأفواه اللقاح المصادر
(١) ساقطة من (ح).
(٢) في (ت) تقديم وتأخير.
(٣) في (ت): يزهى.
(٤) انظر: "المغازي" للواقدي ٣/ ٩٧٧، "السيرة النبوية" لابن هشام ٤/ ٢١٠، "الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ٤/ ١٥٥، "زاد المعاد" لابن القيم ٣/ ٥١١، "البداية والنهاية" لابن كثير ٥/ ٤٣.
والذوائب: جمع ذؤابة، وهي الشعر المضفور من شعر الرأس، ثم استعير للعز والشرف والمرتبة.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ١/ ٣٧٩ (ذأب).


الصفحة التالية
Icon