نحوهم هربوا، وتركوا عيالهم، فسباهم عيينة، وقدم بهم على رسول الله - ﷺ - فجاءه (١) بعد ذلك رجالهم يفدون الذراري، فقدموا وقت الظهيرة، ووافقوا رسول الله - ﷺ - قائلًا في أهله: فلما رأتهم الذراري جهشوا (٢) إلى آبائهم يبكون، وكان (٣) لكل امرأة من نساء رسول الله - ﷺ - بيت وحجرة، فعجلوا أن يخرج إليهم رسول الله - ﷺ - وجعلوا ينادون: يا محمد اخرج إلينا. حتى أيقظوه من نومه، فخرج إليهم (رسول الله - ﷺ -) (٤) فقالوا: يا محمد فادنا عيالنا، فنزل جبريل عليه السلام، فقال: يا محمد، إنَّ الله عز وجل يأمرك أن تجعل بينك وبينهم رجلًا، فقال لهم رسول الله - ﷺ -: "أترضون أن يكون بيني وبينكم سبرة بن عمرو وهو على دينكم؟ " قالوا: نعم: قال سبرة: أنا لا أحكم بينهم وعمي شاهد، وهو الأعور بن بشامة، فرضوا به، فقال الأعور: أرى أن يفادى نصفهم ويعتق نصفهم، فقال النبي - ﷺ -: "قد رضيت" ففادى نصفهم، وأعتق نصفهم، فقال رسول الله - ﷺ -: "من كان عليه محرر من ولد إسماعيل فليعتق منهم" وأنزل عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ﴾ الآية (٥) وقال زيد بن أرقم - رضي الله عنه -: جاء نساء من

(١) في (ت): فجاء.
(٢) في (ح): أجهشوا، وكلاهما بمعنى واحد.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٦/ ٢٧٦ (جهش).
(٣) في (ت): وقال.
(٤) ساقطة من (ت).
(٥) أخرج ابن شاهين عن ابن عباس بمثله. انظر: "الإصابة" لابن حجر ١/ ٩٥.


الصفحة التالية
Icon