فلم يزل الأمر بينهما حتى تدافعا (١) حتى تناول بعضهم بعضًا بالأيدي والنعال، ولم يكن قتال بالسيوف (٢).
وروى محمد بن الفضيل عن الكلبي أنها نزلت في حرب سمير (٣) وحاطب وكان سمير قتل حاطبًا، فجعل الأوس والخزرج يقتتلون، إلى أن أتاهم النبي - ﷺ - فأنزل الله عز وجل هذِه الآية، وأمر نبيه والمؤمنين أن يصلحوا بينهم (٤) وروى سفيان عن السدي، قال: كانت امرأة من الأنصار يقال لها أم زيد تحت رجل (٥) وكان بينه وبين زوجها خشونة (٦) فرقي بها إلى علِّية (٧) وحبسها فيه، فبلغ ذلك قومها، فجاؤوا وجاء قومه، فاقتتلوا بالأيدي والنعال، فأنزل الله عز وجل: {وَإِنْ

(١) في (ت): تدافعوا.
(٢) انظر: "تفسير القرآن" لعبد الرزاق ٢/ ٢٣٢، "جامع البيان" للطبري ٢٦/ ١٢٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٣١٦، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٩٥ لعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة.
(٣) كانت حرب بين سمير وحاطب نحو مائة سنة، وسمير: رجل من الأوس من بني عمرو بن عوف، وقد قتل رجلًا من الخزرج يقال له كعب بن العجلان.
انظر: "الكامل" لابن عدي ١/ ٤٠٢.
(٤) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٦/ ٣١٦، "الكامل" لابن عدي ١/ ٤١١.
(٥) ورد في "تفسير القرآن العظيم" لابن أبي حاتم أنَّ اسمه عمران ١٠/ ٣٣٠٤، وانظر: "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٩٥.
(٦) في (ت): شيء.
(٧) العُلية -بضم العين وفتحها-، هي الغرفة وجمعها علالي.
انظر: "الاشتقاق" لابن دريد (٥٥)، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٢٩٥، "لسان العرب" لابن منظور ١٥/ ٨٦ (على).


الصفحة التالية
Icon