بالنهار ويقْرونه بالليل، فأعجبه ذلك، ويقول: إنَّ قومنا هؤلاء والله لكِرامٌ، إذ جاءه حبْران من أحبار يهود بني قريظة عالمان راسخان فكانا ابنيْ عم وكانا أعلم أهل (١) زمانهما، فجاءا تبعًا حين سمعا ما يريد من إهلاك المدينة وأهلها، فقالا له: أيها الملك لا تقاتلهم (٢) ولا تفعل، فإنك إن أبيت إلَّا ما تريد حيل بينك وبينها، ولم نأمن عليك العقوبة عاجلًا، فقال لهما: ولمَ ذاك؟ قالا: هي مُهاجَرُ نبي يخرج من هذا الحي من قريش في آخر الزمان يقال له: محمد - ﷺ - تكون هي داره وقراره (وفيها قبرُه، فتناهى وكف عنهم) (٣) لقولهما عما كان يريد بالمدينة، ورأى أن (٤) لهما علمًا أعجبه ما سمع منهما.
(وقال غيره: إنَّ تبعًا سألهما آيةً فقالا: انظر إلى مكان كذا ليلة الجمعة، وهو موضع قبر رسول الله - ﷺ - فنظر فرأى على ذلك المكان نورًا من الأرض حتى بلغ السماء، فانصرف عن قتالهم، وصدق الحبرين فيما قالا له.
قال ابن إسحاق) (٥): ثم إنهما دعواه إلى دينهما، فاتبعهما على دينهما، (لأنه كان دين الحق يومئذ) (٦) وقال تبع في ذلك:

(١) من (ح).
(٢) ليست في (ح).
(٣) ما بين القوسين ليس في (ح).
(٤) ليست في (ت).
(٥) ما بين القوسين ليس في (ح).
(٦) ما بين القوسين ليس في (ح).


الصفحة التالية
Icon