حالت حمير (١) بينه وبين ذلك وقالوا: لا تدخلها علينا وقد فارقت ديننا فدعاهم إلى دينه، وقال: إنه دين خير من دينكم، قالوا: حاكِمْنا إلى النار، وكانت باليمن نار في أسفل جبل يقال لها: برا (٢) يتحاكمون إليها فيما يختلفون فيه، فتحكم بينهم، تأكل الظالم ولا تضر المظلوم، فلما قالوا ذلك لتبع قال: أنصفتم، فخرج قومه بأصنامهم وما يتقربون به (٣) في دينهم، وخرج الحَبْرانِ، بمصاحفهما في أعناقهما متقلدين بهما (٤) حتى قعدوا للنار عند مخرجها التي تخرج منه، فخرجت النار إليهم، فلما أقبلت نحو حمير حادوا عنها وهابوها فذمَّهم من حضرهم (٥) من الناس وأمروهم بالصبر لها فصبروا حتى غشيتهم، فأكلت الأوثان وما قرَّبوا معها، ومن حمل ذلك من رجال حمير، وخرج الحَبْران بمصاحفهما في أعناقهما يقرآن (٦) التوراة، تعرق جباههما لم تضرهما النار ونكصت النار حتى رجعت إلى مخرجها الذي خرجت منه فأصفقت حمير عند ذلك على دينهما، فمن هناك أصل اليهودية باليمن، وكان لهم بيت يعظمونه وينحرون (٧) عنده ويُكلَّمون منه، إذ كانوا على شركهم يقال

(١) ليست في (ت).
(٢) في (ح): بذا.
(٣) من (ح).
(٤) من (ح).
(٥) في (ت): حضرها.
(٦) في (ح): يتلوان.
(٧) في (ح): يذبحون.


الصفحة التالية
Icon