لأنهم لم يماروه، وإنما جحدوه، تقول العرب: مريت الرجل حقه، إذا جحدته وأنكرته إياه (١)، قال الشاعر:

لئن هجرتَ أخا صِدق ومكرمة لقد مريت أخا ما كان يَمريكا (٢)
أي جحدته.
وقرأ سعيد بن جبير، وطلحة بن مصرف، والأعرج، ومجاهد: (أفتُمرونه) بضم التاء من غير ألف من أمريت، أي: أتريبونه وتشككونه (٣).
وقرأ الباقون: ﴿أَفَتُمَارُونَهُ﴾ بالألف وضم التاء (٤)، على معنى: أفتجادلونه في أنه رأى ربه (٥). كقوله تعالى: ﴿فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا﴾ (٦) والمعنيان هما متداخلان؛ لأنَّ مجادلتهم جحود وهو
(١) "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٢٦٩.
(٢) "الكشاف" للزمخشري (هجوت) ٤/ ٤٢٠ "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٩٣.
(٣) أورده الما وردي ونسبه لمقاتل.
ينظر: "النكت والعيون" ٥/ ٣٩٥.
(٤) ينظر: "السبعة" لابن مجاهد (٦١٤)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٥٦٨، "الكشف" لمكي ٢/ ٢٩٥، "التيسير" للداني (١٦٦)، "النشر" لابن الجزري ٢/ ٣٧٩، "إتحاف البشر" ٢/ ٥٠١.
(٥) ينظر: "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٥٠، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٥٦٨، "الكشف" لمكي ٢/ ٢٩٥.
(٦) الكهف: ٢٢.


الصفحة التالية
Icon