وقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين - رضي الله عنهم -: ﴿وَالنَّجْمُ﴾
يعني: محمدًا - ﷺ - ﴿إِذَا هَوَى﴾ إذا نزل من السماء ليلة المعراج (١).
والهُويُّ النزول والسقوط، يقال: هوى يهوي هويًا، مثل مضى يمضي مضيًا، قال زهير:

فشجَّ بِها الأماعِزَ وهي تهوي هوِيَّ الدَّلوِ أسْلَمَها الرِّشاءُ (٢)
وقال آخر (٣):
بينما نَحْنُ بالبلاكِثِ فالقاعِ سِراعًا والعِيس يهوي هُوِيَّا
خَطَرتْ خَطْرَةٌ على القلب مِن ذِكراك وَهْنًا فما استطعتُ مُضيا (٤)
(١) ينظر: "حقائق التفسير" للسلمي ٣٢٠/ ب، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٨٣.
(٢) "شرح الديوان" (٧٧)، "تهذيب اللغة" للأزهري (هوى) ٦/ ٤٩١، "أساس البلاغة" للزمخشري (يشج) (٣٢١)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٨٣، "اللسان" (فشد) ١٥/ ٣٧٢، "خزانة الأدب" للبغدادي (يشج) ٧/ ١٣٢.
وهنا شبه الأتن في سرعتها وانقضاضها في عدوها بالدلو إذا انقطع حبلها، شج: علا، بها: بالأتن، الأمعز والمعزاء والجمع الأماعز: المكان الغليظ الكثير الحصي، وأسلمها: خذلها، والرشاء: الحبل، وخذله انقطاعه.
(٣) هو أبو بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة قالها في امرأته صالحة بنت أبي عبيدة بن المنذر، ونسبها ياقوت في "معجم البلدان" لكثيِّر ١/ ٤٧٨.
(٤) "ديوان كثير" وفيه: (من بلاكث) (٥٣٨)، وأورده ابن قتيبة، ونسبه لأبي بكر بن عبد الرحمن. =


الصفحة التالية
Icon