وروى عروة بن الزبير عن رجال من أهل بيته قالوا: كانت رُقية (١) بنت النبي - ﷺ - عند عتبة بن أبي لهب -لعنهما الله-، فأراد الخروج إلى الشام، فقال: لآتين محمدًا ولأوذينَّه في ربه. فأتاه فقال: يا محمد، أنا كافر (٢) بالنجم إذا هوى، وبالذي دنا فتدلي. ثم تفل في وجهه، ورد عليه ابنته وطلقها، فقال رسول الله - ﷺ -: "اللهمَّ سلِّط عليه كلبًا من كلابك". قال: وكان أبو طالب حاضرًا، فوجم لها (٣) وقال: ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذِه الدعوة. فرجع عتبة -لعنه الله- إلى أبيه فأخبره بذلك، ثم خرجوا إلى الشام، فنزلوا منزلًا فأشرف عليهم راهب من الدير، فقال لهم: هذِه أرض سبعة. فقال أبو لهب لأصحابه: أعينونا يا معشر قريش هذِه الليلة فإني أخاف

= ينظر: "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (٣٧٣)، "أمالي ابن الشجري": ٢/ ٢٠٧، "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٤٧٨، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٨٤، "شرح المفضَّل" (البيت الأول) ٨/ ١٣١، "اللسان" (بلكث) ٢/ ١١٩.
البلاكث: بفتح الباء وكسر الكاف: وهو موضع قريب من بِرمة، وبرمة بين خيبر ووادي القُرى.
والبيتان ساقطان من (ح).
(١) وقع في هامش (ب) ما نصه: رقية - رضي الله عنها - تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث قال أبو لهب: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق بنته ففارقها ولم يكن دخل بها فتزوجها عثمان - رضي الله عنهما-... "الإصابة" ٧/ ٦٤٨.
(٢) في (ح): هو يكفر.
(٣) وقع في هامش (ب) ما نصه: وجم كوعد، وَجْما ووُجومًا: سكت على غيظ والشيء كَرِهَهُ.. "القاموس المحيط" (١٥٠٥).


الصفحة التالية
Icon