السماء فدنا من محمد - ﷺ -، لأنَّ التدلي سببُ الدنو ولكنه سائغ حسن، لأنَّ التدلِّي يدل على الدنو، والدنو يدل على التدلى، وإنما تدلي للدنو ودنا للتدلي (١).
وقال الآخرون: معناه ثم دنا الرب جل شأنه من محمد - ﷺ - فتدلي فقرب منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى (٢)، وأصل التدلي النزول إلى الشيء حتى يقرب منه فوضع موضع القرب (٣)، قال: لبيد: فتدليت عليْهِ قافلًا وعلى الأرض غياياتُ الطَّفَلْ (٤) وهذا معنى قول أنس بن مالك - رضي الله عنه - ورواية أبي سلمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما- (٥).

(١) ينظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٩٥، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة ١٩٣، "جامع البيان" للطبري ٢٧/ ٤٤، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٠١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٨٩، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٦٥، "لباب التأويل" للخازن ٦/ ٢١٣.
(٢) أورده الطبري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في "جامع البيان" ٢٧/ ٤٥، والماوردي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في "النكت والعيون" ٥/ ٣٩٣، وينظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٠٢، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٦٥، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٨٩، "لباب التأويل" للخازن ٦/ ٢١٣.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٧٠، "اللسان" (دلا) ١٤/ ٢٦٧.
(٤) "الديوان" (١٨٩)، "باهر البرهان" للغزنوي (١٣٩٤)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (غيابات) ١٧/ ٨٩، "اللسان" (غيا): ١٥/ ١٤٤.
تدليت عليه: نزلت عليه، قافلًا: راجعًا، غيايات: ظل الشمس.
الطَّفَلْ: دنو الشمس للغروب.
(٥) يأتي الحديث.


الصفحة التالية
Icon