الْفُؤَادُ} مشدد (١)، أي: ما كذب قلب محمد ما رأى بعينه تلك الليلة بل صدَّقه، وحقَّقه. وقرأ الباقون بالتخفيف (٢)، وهو اختيار أبي عبيد، وأبي حاتم (٣)، ما كذب فؤاد محمد الذي رأى بل صدَّقه، ومجاز الآية: ما كذب الفؤاد فيما رأى فأسقط حرف الصفة، قال حسان - رضي الله عنه -:

إن كنتِ صادقةَ الذي حدَّثتِني فَنَجوْتِ مَنْجَى الحارِثِ بن هِشامِ (٤)
أي: في الذي حدثني.
وقال بندار بن الحسين: الفؤاد وعاء القلب فما ارتاب الفؤاد فيما رأى الأصل، وهو القلب (٥). واختلفوا في الذي رآه فقال قوم: رأى جبريل عليه السَّلام (٦)، وإليه ذهب ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: رأى في حُلة من
(١) ينظر: "السبعة" لابن مجاهد (٦١٤)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٥٦٨، "الكشف" لمكي ٢/ ٢٩٤، "التيسير" للداني (١٦٦)، "العنوان" لابن خلف (١٨٢)، "التلخيص" (٤٢١)، "النشر" لابن الجزري ٢/ ٣٧٩، "إتحاف البشر" ٢/ ٤٩٩.
(٢) السابق.
(٣) الجملة ساقطة من (ح).
(٤) "الديوان" (كاذبة) (٢١٥)، "شرح الديوان" (كاذبة) (٤١٦)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٩٣.
هنا حسان يفتخر بيوم بدر ويعير الحارث بن هشام بفراره عن أخيه أبي جهل بن هشام، ثم حسن إسلامه بعد واستشهد بأجنادين - رضي الله عنه -.
(٥) ينظر: "حقائق التفسير" للسلمي ب/ ٣٢١.
(٦) ينظر: "الوسيط" للواحدي ٤/ ١٩٦، "معالم التنزيل" للبغوي ٧/ ٤٠٣.


الصفحة التالية
Icon