﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ - قوله عز وجل- ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
أي: مجَّد الله ونزهه من السوء (١).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: صلى لله ﴿مَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ ممن خلق، وهم الملائكة (٢) ﴿وَالْأَرْضِ﴾ من شيء فيه رُوح أو لا رُوح فيه (٣).
﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ الغالب (٤).
﴿الْحَكِيمُ﴾ في أمره وقضائه في خلقه (٥).
وعن ابن إسحاق: الحكيم في حجته وإعذاره إلى عباده (٦).

(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٣٥.
(٢) كتب في هامش الأصل عند هذِه الكملة: وقيل: هو تسبيح الدلالة، وأنكر الزجاج هذا وقال: لو كان بهذا تسبيح الدلالة وظهور آثار الصنعة لكانت مفهومة، فلم قال: ﴿وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: ٤٤] وإنما هو تسبيح مقال، واستدل بقوله تعالى: ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ﴾ [الأنبياء: ٧٩] فلو كان بهذا التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص لداود؟ قلت: وما ذكره هو الصحيح، وقد مضى بيانه في سبحان عند قوله تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: ٤٤] قرطبي.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٣٥.
(٣) انظر: "النكت والعيون" للماوردي ٥/ ٤٦٨، ولم ينسبه، ونحوه في "الوسيط" للواحدي ٤/ ٢٤٤، ونسبه للمقاتلان، وانظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٣٥.
(٤) انظر: "إرشاد العقل السليم" لأبي السعود ٧/ ٢٠٣، "روح المعاني" للألوسي ٢٧/ ١٦٥.
(٥) انظر: "لباب التأويل" للخازن ٦/ ٢٥.
(٦) لم أجد هذا القول.


الصفحة التالية
Icon