وقال الحسن ويزيد بن أبي حبيب: كان النبي - ﷺ - إذا قاتل المشركين تشاح أصحابه على الصف الأوَّل فلا يوسع بعضهم لبعض رغبةً في الجهاد والشهادة فنزلت (١)، فيكون كقوله: ﴿مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ﴾ (٢).
﴿فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ﴾ في قبوركم.
وقيل: في قلوبكم، وقيل: يوسع عليكم في الدنيا والآخرة (٣).
﴿وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا﴾.
قرأ نافع وأبو جعفر وشيبة والزهري وطلحة والأعرج وابن عامر وأبو حيوة والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي والسلمي وعاصم: (انشُزُوا) بضم الشين فيهما. وكسر الباقون فيهما (٤)، وهما لغتان مثل ﴿يَعْكُفُونَ﴾ (٥) و ﴿يَعْرِشُونَ﴾ (٦) يعني: وإذا قيل لكم قوموا وتحركوا أو

= وانظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٩٢، عنهم وزادا نسبته للحسن.
(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٩٦.
(٢) آل عمران: ١٢١.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٧/ ٢٩٩.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٤١، "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ١٨، "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٢٩)، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٣٧٩، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٣٤٤)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٥٨٤، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣١٥، "التبصرة" (ص ٦٩٧)، "التيسير" للداني (ص ٢٠٩)، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٥٨، "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ١٩٢، "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ٢٩٩.
(٥) الأعراف: ١٣٨.
(٦) الأعراف: ١٣٧.


الصفحة التالية
Icon