أهلُ المدينة من قبل أن يقدُم النبي - ﷺ - المدينة وقبل أن تنزل الجمعة وهم الذين سمّوها الجمعة، وذلك أنَّ الأنصار قالوا: لليهود يومٌ يجتمعون فيه كل سبعة أيام (١) وهو يوم السبت، وللنصارى يوم أيضًا مثل ذلك، فهلموا فلنجتمع فنجعل لنا يومًا فيه نذكر الله تعالى ونصلي ونذكره، أو كما قالوا. فقالوا: يوم السبت لليهود، ويوم الأحد للنصاري، فاجعلوه يوم العَرُوبَة لنا، وكانوا يسمون يوم الجمعة يوم العَرُوبَة، فاجتمعوا إلى أسعد بن زُرارة أبي أُمامة - رضي الله عنه - فصلَّى بهم يومئذ ركعتين فذكرهم فسموه يوم الجمعة حين اجتمعوا إليه، فذبح لهم أسعد بن زرارة - رضي الله عنه - شاةً فتعشَّوا وتغدوا من شاة واحدة؛ وذلك لقلتهم، فهذِه أول جمعة جمعت في الإسلام، فأنزل الله -عز وجل-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ﴾ الآية (٢).

(١) في الأصل: يوم، والتصويب من (م).
(٢) [٣١٢٤] الحكم على الإسناد:
رجاله ثقات، إلا ابن سهلويه لم أجده.
التخريج:
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ٩٨، وأورده السهيلي في "الروض الأنف" ٢/ ٢٥٤ من طريق عبد الحميد عن عبد الرزاق به بنحوه، وله شواهد: أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب الجمعة في القرى (١٠٦٨)، وأخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب في فرض الجمعة (١٠٨٢)، كلاهما أخرجاه من حديث كعب بن مالك بمعناه.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ١/ ٤١٧ (١٠٣٩) من حديث عبد الرحمن بن كعب، بمعناه.


الصفحة التالية
Icon