فقال من حضر من الأنصار: يا رسول الله شيخنا وكبيرنا لا يُصدق عليه كلام غلام من غلمان الأنصار، عسى أن يكون هذا الغلام وهم في حديثه ولم يحفظ ما قال، فعذره النبي -صلى الله عليه وسلم- وفشت الملامة في الأنصار لزيد، وكذبوه، وقال له عمه وكان زيد معه: ما أردت إلا أن كذبك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس ومقتوك وكان زيد يساير النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستحيا بعد ذلك أن يدنو من النبي -صلى الله عليه وسلم- (١)، فلما استقبل (٢) رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسار لقيه أُسيد بن حضير فحيّاه بتحية النبوة وسلم عليه، ثم قال: يا رسول الله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أو ما بلغك ما قال صاحبك عبد الله بن أُبي؟ " قال: وما قال؟ قال: "زعم أنه إن رجع
وفي المراد بعمه احتمالات ثلاث:
١ - أن يكون المراد عمه على الحقيقة وهو: ثابت بن قيس وله صحبة.
٢ - أن يكون المراد عبد الله بن رواحة الخزرجي إذ هو زوج أمه، وكان زيد يتيمًا في حجره.
٣ - أن يكون المراد سعد بن عبادة، إذ هو سيد قومه الخزرج. وجاء هذا صريحًا في "المعجم الكبير" للطبراني ٥/ ١٩٦، بإسناد مختلف فيه.
وانظر "فتح الباري" لابن حجر ٨/ ٦٤٥، "الإصابة" لابن حجر ٣/ ٢١.
(٢) في "السيرة النبوية" لابن هشام ٣/ ٣٠٤: قال ابن إسحاق: فلما استقبل...