قالوا: وسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح، وصدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس، ثم نزل بالناس، فلم يكن إلا أن وجدوا مس الأرض وقعوا نيامًا، وإنما فعل صلوات الله عليه ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذي جرى من عبد الله بن أُبي (١) ثم راح بالناس حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع (٢) يقال له: نقعاء (٣)، فهاجت ريح شديدة آذتهم وتخوفوها

= وانظر: "مرويات غزوة بني المصطلق" لإبراهيم قريبي (ص ١٩٢).
(١) أخرجه ابن إسحاق من طريق أشياخه الثلاثة، وقد مضى بيان ما فيها، وذكر من أخرجه من طريقه.
(٢) جاء في الأصل، و (ت): البقيع، وهو تصحيف قديم وقع فيه بعض أصحاب الحديث.
قال الخطابي كما في "معجم البلدان" لياقوت: وقد صحفه بعض أصحاب الحديث بالباء، وإنما الذي بالباء مدفن أهل المدينة.
والنقيع: بفتح النون، وكسر القاف ثم ياء ساكنة، وعين مهملة. وهي موضع من ديار مزينة بينه وبين المدينة عشرون فرسخا ويقدر بـ (١٠٠) كيلو مترًا لأن الفرسخ يعادل خمس كيلوات.
وقال البلادي: النقيع: واد فحل من أودية الجلس بالحجاز، وهو صدر وادي عقيق المدينة. "معجم ما استعجم" للبكري (ص ١٣٢٤)، "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ٣٠١، "مرويات غزوة بني المصطلق" لإبراهيم القريبي (ص ١٩٥)، "نسب حرب" لعاتق البلادي (ص ٣٨٩)، "المقادير الشرعية" للكردي (ص ٣٠٠).
(٣) نقعاء: بفتح أوله وإسكان ثانيه، بعده عين مهملة بعدها ألف ممدودة: اسم بئر خلف المدينة فوق النقيع من ديار مزينة، وكان طريق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بني المصطلق، وله ذكر في المغازي.
"معجم ما استعجم" للبكري (ص ١٣٢٢)، "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ٢٩٩.


الصفحة التالية
Icon