وعبد الله بن مسعود: (وأكون من الصالحين) بالواو (١).
وقرأ الآخرون: ﴿وَأَكُنْ﴾ بالجزم عطفًا بها على قوله: ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ لو لم يكن فيه الفاء، وذلك أن قوله: ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ لو لم يكن فيه الفاء كان جزمًا (٢).
واختار أبو عبيد: الجزم، قال: من ثلاث جهات:
إحداها: أني رأيتها في الإمام مصحف عثمان (٣) ﴿وَأَكُنْ﴾ بحذف

(١) [٣١٤٨] الحكم على الإسناد:
إسناده منقطع.
التخريج.
وهذِه القراءة نسبها الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ١٦٠ لابن مسعود، والنحاس في "إعراب القرآن" ٤/ ٤٣٧، وابن خالويه في "إعراب القراءات السبع" ٢/ ٣٦٩، وزاد أبي بن كعب، ومثله ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٣١٥ - ٣١٦ وفيه أن قراءة أبي (وأكن)، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٣١، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ٢٧١.
(٢) "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٣٧)، "التيسير" للداني (ص ١٧١)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٨٨ وهم الجمهور: ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي. ذكرهم ابن مجاهد في السبعة.
وتوجيه هذِه القراءة: أن من جزم فعلى عطفها على موضع فأصدق؛ لأن موضعه قبل دخول الفاء فيه جزم، لأنه جواب التمني، وجواب التمني إذا كان بغير فاء ولا واو مجزوم، لأنه غير واجب، ففيه مضارعة للشرط وجوابه، فلذلك كان مجزومًا، كما يجزم جواب الشرط، لأنه غير واجب إذ يجوز أن يقع، ويجوز أن لا يقع.
انظر "معاني القرآن" للفراء ١/ ٨٦، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٧١٠)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٢٣.
(٣) المصحف الإمام يتلخص خبره في أن أمير المؤمنين عثمان بن عفان لما رأى كثرة =


الصفحة التالية
Icon