الواو، ثم اتفقت بذلك المصاحف فلم تختلف (١).
وأما الثانية: إجماع أكثر قراء الأمصار عليها (٢).
والثالثة: أنا وجدنا لها مخرجًا واضحًا صحيحًا من العربية لا يجهله أهل العلم بها، وهو أن يكون نسقًا على محل ﴿أَصَّدَّقَ﴾ قبل دخول الفاء (٣)، وقد وجدنا مثله في أشعارهم القديمة، مثل قول القائل:

= اختلاف الناس في وجوه القراءات استشار البقية الباقية من المهاجرين والأنصار فنسخ الصحف المنتشرة بأيدي الناس في مصحف واحد، مرتبًا لسوره واقتصر على لغة قريش، فصار هذا المصحف هو الإمام ثم أرسل منه إلى الآفاق خمسة مصاحف، ثم انتشر بعد ذلك.
انظر: "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي ١/ ٧٩ - ٨٠.
(١) "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٥٤١، قال: وروى أبو عبيد... فذكره.
وفي "الإتحاف": قال الحلواني أحمد عن خالد قال: رأيت في الإمام مصحف عثمان وأكون بالواو، ورأيته ممتلئًا دما.
قال الجعبري: وقد تعارض نقل هذين العدلين، فلا بد من جامع، فيحتمل أن النافي رآه بعد دثور ما بعد الكاف فبقي بعدها حرف هو النون، وتكون الواو دثرت. والله أعلم. اهـ.
وقال ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" ٢/ ٣٨٨ بعد أن ذكر قراءة الجزم: وكذا هو مرسوم في جميع المصاحف.
(٢) سبق ذكر من قرأ بها وأزيد قول الطبري في "جامع البيان" ٢٨/ ١١٨ قال: قرأ بها عامة قراء الأمصار غير ابن محيصن وأبي عمرو.
(٣) "علل القراءات السبع" لابن خالويه ٢/ ٣٦٩، "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص ٥٦)، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٤٣٧.


الصفحة التالية
Icon