ثم اختلفوا في تأويلها:
فروى أبو الجوزاء عن ابن عباس قال: فمنكم مؤمن يكفر، ومنكم كافر يؤمن (١).
وقال أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: فمنكم كافر في حياته، مؤمن في العاقبة ومنكم مؤمن في حياته، كافر في العاقبة (٢).
وقال الضحاك: فمنكم كافر في السر، مؤمن في العلانية كالمنافق، ومنكم مؤمن في السر كافر في العلانية كعمّار وذويه -رضي الله عنه- (٣).
وقال عطاء بن أبي رباح: فمنكم كافر بالله مؤمن بالكوكب، ومنكم من يؤمن بالله كافر بالكوكب (٤)، يعني: في شأن الأنواء.

(١) ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٨٠.
(٢) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ١٤٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٨٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٣٣.
(٣) ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٣٣، والشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٢٣٥.
وعمار هو ابن ياسر، وكان الكفار يعذبونه ومن فعل فعله، ولا يرفعون عنهم العذاب حتى يسبوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويسبوا دينه، فكان يذهب عمار إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يبكي فيخبره الخبر فيقول له -صلى الله عليه وسلم-: "إن عادوا فعد". أي إن عادوا إلى إيذائك، فعد إلى سبي ليرفع عنك العذاب.
وأصل هذا الخبر أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٣/ ٢٤٩، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" ١/ ١٤٠، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٤٩٠ من طريق أبي عبيدة ابن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه فذكره. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(٤) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ١٤٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٢٨٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ١٣٣، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ٢٧٣.


الصفحة التالية
Icon