﴿وَالْقَلَمِ﴾ وهو الذي يكتب به الذكر (١)، وهو قلم من نور طوله ما بين السماء والأرض (٢).
ويقال: لما خلق الله تعالى القلم -وهو أول ما خلقه- نظر إليه؛ فانشق بنصفين، ثم قال: اجر.

= وسردها لا فائدة من ورائه، ذلك أن الصحيح من أقوال العلماء في المراد بـ (ن) وأمثالها من الأحرف المقطعة في أوائل السور أنها مما استأثر الله بعلمه، فيرد علمها إلى الله، ولا تفسر.
وهذا القول محكي عن أبي بكر الصديق، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، والشعبي، والثوري، والربيع بن خثيم، واختاره أبو حاتم بن حبان وغيره.
وما أجمل ما قاله العلامة عبد الرحمن السعدي في بيان المراد بقوله:
الأسلم في الحروف المقطعة السكوت عن التعرض لمعناها من غير مستند شرعي، مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها. ا. هـ.
انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ١٥٤، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ٢٥٠، "تيسير الكريم الرحمن" للسعدي (ص ٢٣).
(١) قاله ابن عباس كما عند القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٢٥.
ومجاهد كما أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٧، وعبد بن حميد وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٣٨٨ وهو منصوب للأكثرين عند الواحدي في "الوسيط" ٤/ ٣٣٢، والسمعاني في "تفسير القرآن" ٦/ ١٧.
وهذا هو القول الأول في المراد بالقلم في الآية، وهو القول الذي اختاره الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٦ بقوله: وأما القلم فهو القلم المعروف، غير أن الذي أقسم به ربنا من الأقلام القلم الذي خلقه الله تعالى ذكره، فأمره فجرى بكتابة جميع ما هو كائن إلى يوم القيامة. اهـ وفي الآية قول آخر سيذكره المصنف قريبا. وبنحوه قال النحاس في "معاني القرآن" ٥/ ٥.
(٢) قاله ابن جريج، ذكره عنه الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٦٠. =


الصفحة التالية
Icon