٥ - قوله تعالى: ﴿فَسَتُبْصِرُ﴾
فسترى يا محمد ﴿وَيُبْصِرُونَ﴾ ويرون، يعني الذين رموه بالجنون (١).
٦ - ﴿بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾
اختلف المفسرون في معنى الآية ووجهها: فقال قوم: معناه: بأيكم الجنون (٢)، وهو مصدر على وزن مفعول كما يقال: ما لفلان مجلود ومعقول ومعقود. أي: جلادة وعقل وعقد (٣).

= قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/ ٩٣: وفيه شهر بن حوشب، وقد وثقه غير واحد، وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح.
٢ - من حديث عبد الرحمن بن غنم:
رواه أحمد في "المسند" ٤/ ٢٢٧ (١٧٩٩٨) من طريق شهر، قال الهيثمي ٨/ ٩٣: وفيه شهر، وبقية رجاله رجال الصحيح.
٣ - من حديث عبادة بن الصامت:
رواه الطبراني كما في "مجمع الزوائد" ٨/ ٩٣ وقال: وفيه يزيد بن ربيعة، وهو متروك.
والخلاصة: أن الحديث لا تخلو أفراده من ضعف، ولكنه بمجموعها يرتقي في أقل الأحوال إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
(١) قاله الضحاك. أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ١٩ واختاره، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ١٩١.
(٢) كذا. وفي (ت): الفتون. وفي الطبري: الجنون. والمصنف ينقل عن الطبري هنا.
(٣) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٧٣، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٤٧٧)، "القرطين" لابن مطرف الكناني (ص ١٧٤)، "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ١٩، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٢٠٥، "إعراب القرآن" للنحاس ٥/ ٦.
وهذا القول رجحه الطبري والنحاس، وكأن المصنف يميل إليه إذ قدمه على سائر الأقوال مع أن الطبري أخره في الذكر.


الصفحة التالية
Icon