﴿فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ﴾ أخبرت بالحديث الذي أسر إليها رسول الله - ﷺ - صاحبتها ﴿وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ﴾ أي: وأطلع الله نبيه - ﷺ - على أنها قد نبأت به.
وقرأ طلحة بن مُصرِّف: ﴿فَلَمَّا أَنبًّات بِه﴾ بالألف (١).
﴿عَرَّفَ بَعْضَهُ﴾ قرأ علي، وأبو عبد الرحمن، والحسن البصري، وقتادة، والكسائي (عَرَفَ) بالتخفيف (٢).

= قال الإمام الشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٢٥٣ بعد إيراده القولين الأخيرين: على فرض أن له إسنادًا يصلح للاعتبار هو معارض بما سبق من تلك الروايات الصحيحة، وهي مقدمة عليه، ومرجحة بالنسبة إليه. ا. هـ.
وقال محقق "زاد المسير" لابن الجوزي ٨/ ٣٠٨ عن أثر ابن عباس، وميمون بن مهران:
وهذان الأثران مخالفان للأحاديث الصحيحة، فإنه ليس فيها التصريح بإمارة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وإلا لما حصل خلف في ذلك أبدًا، ولكنها تشير إلى أن أحق الناس بالخلافة بعد وفاة رسول الله - ﷺ - أبو بكر - رضي الله عنه -، ثم ساق جملة من النصوص الصحيحة التي تفيد هذا المعنى.
وما قاله هو الحق الذي لا مرية فيه، إذ لو صح مثل ذلك لكان حجة قاطعة، ونصًّا محكمًا.
ولكن الحق أحق أن يتبع. والله أعلم.
(١) "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ١٥٩)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ١٨٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٨٥.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٦٦، "جامع البيان" للطبري ٢٨/ ١٦٠، "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٤٠)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران (ص ٣٧٥)، "إعراب القرآن" للنحاس ٤/ ٦١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٨/ ١٨٧، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٢٨٦. =


الصفحة التالية
Icon