وفي الحديث: إن لكل ملك منهم وجه رجل، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر (١).

= الاستقلال، وإنما هو على سبيل الاستشهاد، والاعتبار للرد على الجهمية النفاة. ولا يمكن بعد ذلك أن يقال: إن في رد هذا الحديث وتضعيفه رد لمعناه ومضمونه. والله أعلم.
(١) خبر منكر.
وقول المصنف، وتبعه البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢١٠ عليه، وفي الحديث مما يوهم رفعه ونسبته للنبي - ﷺ -، والأمر ليس كذلك.
فهذا الخبر جاء من ثلاثة أوجه:
الأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما:
رواه عبد الله بن أحمد في "السنة" ١/ ١٧٥، ومحمد بن أبي شيبة في "العرش" (ص ٦٩)، وابن خزيمة في "التوحيد" ١/ ٤٨٤، والآجري في "الشريعة" ٣/ ١٥٤٣ - ١٥٤٤، والبيهقي في "الأسماء والصفات" ٢/ ٣٦١، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" ١/ ٢٣ - ٢٤ من طرق عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن عبد الله بن أبي سلمة أن عبد الله بن عمر بعث إلى عبد الله بن عباس يسأله هل رأى النبي - ﷺ - ربه؟ فأجابه: أن نعم فقال: كيف رآه؟ فقال: رآه على كرسي من ذهب تحمله أربعة من الملائكة. ثم وصف الملائكة الأربعة بما ذكر المصنف.
وهذا الخبر باطل سندا ومتنا.
فالواسطة بين ابن عمر وابن عباس مجهول كما ذكره البيهقي.
وعبد الرحمن بن الحارث صدوق له أوهام، ولم يتابع.
ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعن، بل هو المتفرد بالحديث، كما ذكره البيهقي وابن الجوزي.
أما بطلان متنه:
ففيه نكارة، فالسؤال عن كيفية الرؤية بدعة لم يكن عليها السلف.
ثم هو موقوف على ابن عباس رضي الله عنهما، وعلى فرض صحته فلا يبعد أن =


الصفحة التالية
Icon