وسأل سائل عذابا واقعا للكافرين، أي: على الكافرين. اللام بمعنى على (١) وهو النضر بن الحارث حيث دعا على نفسه، وسأل العذاب، فقال: ﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ﴾ (٢) الآية فنزل به ما سأل يوم بدر، فقتل صبرا (٣)، ولم يقبل منه الإسلام، ولم يقتل من الأسرى يومئذ غيره، وغير عقبة بن أبي معيط وهذا قول ابن عباس (٤)، ومجاهد (٥).

(١) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٨٣، "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ٧٠، "العظمة" لأبي الشيخ ٢/ ٤٧٥ من قول ابن إسحاق، السمعاني في "تفسير القرآن" ٦/ ٤٤، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢١٩.
وحكاه النحاس في "إعراب القرآن" ٥/ ٢٨ عن الفراء ثم قال: وظاهر القرآن على غير ما قال وأهل التأويل على غير قوله.
(٢) الأنفال: ٣٢.
(٣) الصبر: هو نصب الإنسان للقتل، وكل من قتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه مقتول صبرا.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ٨.
(٤) أخرجه الفريابي، وعبد بن حميد، والنسائي في "التفسير" ٢/ ٤٦٣، وابن أبي حاتم، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٠٢، وابن مردويه كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤١٥، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٢٠.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٦٩، وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٤١٦، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٢٠.
والقول بلا نسبة في "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٨٣، "أسباب النزول" للواحدي (ص ٤٦٦)، وهو قول الجمهور كما حكاه عنهم ابن الجوزي في "زاد المسير" ٨/ ٣٥٧.


الصفحة التالية
Icon