وسُئل سفيان بن عيينة (١) عن قول الله عز وجل ﴿سَأَلَ سَائِلٌ﴾ فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي (٢)، عن جعفر بن محمد (٣)، عن آبائه قال: لما كان رسول الله - ﷺ - بغدير خم (٤) نادى الناس، فاجتمعوا فأخذ بيد على عليه السلام (٥) فقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه" فشاع ذلك، وطاف (٦) في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله - ﷺ - على ناقته حتَّى أتى الأبطح (٧)، فنزل عن ناقته، فأناخها وعقلها، ثم أتى النبي - ﷺ -وهو في ملأ من أصحابه، فقال: يا محمد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله فقبلناه

(١) ثقة حافظ فقيه إمام حجة، إلا أنَّه تغير حفظه بأخرة، وكان ربما دلس، لكن من الثقات.
(٢) عيينة بن أبي عمران الهلالي، روى عن الحسن، وعنه ابنه سفيان. قال يحيى بن معين ما سمعت أحدًا حدث عنه غير ابنه سفيان. "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم ٧/ ٣١.
(٣) أبو عبد الله الهاشمي، صدوق فقيه إمام.
(٤) خم: واد بني مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عنده خطب النبي - ﷺ -. "معجم البلدان" لياقوت ٢/ ٣٨٩.
(٥) في (ت): - رضي الله عنه -.
(٦) في (ت): وطار.
(٧) الأبطح: في الأصل: كل مسيل فيه دقاق الحصى. والأبطح: يضاف إلى مكة، وإلى منى، لأن المسافة بينه وبينهما واحدة، وربما كان إلى منى أقرب، وهو المحصب.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ١/ ٧٤.


الصفحة التالية
Icon