(من): صلة (١) ﴿وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ وهو الموت، فلا يهلككم بالعذاب ﴿إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
٥ - ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (٥) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (٦)﴾
نفارا وإدبارا عنه (٢).
٧ - ﴿وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ﴾
لئلا يسمعوا دعوتي ﴿وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ﴾: غطوا بها وجوههم لئلا يروني ولا يسمعوا صوتي ﴿وَأَصَرُّوا﴾ على الكفر (٣) ﴿وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا﴾.
٨ - ﴿ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (٨)﴾.
٩ - ﴿ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ﴾ الدعوة ﴿وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا﴾.
١٠ - ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (١٠) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا﴾

(١) "معاني القرآن" للفراء ٣/ ١٨٧، "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ٩٠، "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٢٢٨.
والمعنى أن (من) ليست للتبعيض. وهذا القول أليق بكلام الله تعالى من قول بعض النحاة: (من) زائدة.
والحاصل: أنها هنا بيانية. وهو معنى قولهم: صلة. والله أعلم.
وفيها وجه آخر في المعنى: ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٢٢٩ قال: وقيل: يعني ما سلف من ذنوبكم إلى وقت الإيمان، وذلك بعض ذنوبهم. ا. هـ.
(٢) "جامع البيان" للطبري ٢٩/ ٩٢، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٢٩.
(٣) قاله ابن زيد، أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٩٢.
وهو لغة جرهم كما في "لغات القبائل" لأبي عبيد (ص ٣٠)
وانظر: "معاني القرآن" للزجاج ٥/ ٢٢٨، "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٣٠.


الصفحة التالية
Icon