وقال يمان: كل لونين (١) اختلطا فهما (٢) أمشاج (٣).
وقال ابن كيسان: الأمشاج: الأخلاط؛ لأنها (٤) ممتزجة من أنواع، فخلق الإنسان منها ذا طبائع مختلفة (٥).
وقال أهل المعاني: بناء الأمشاج بناء جمع، وهو في معنى الواحد؛ لأنه نعت النطفة، وهذا كما يقال: بُرْمة أعشار، وثوب أخلاق، ونحوهما (٦) (٧).

(١) في الأصل: لون، وما أثبته من (س).
(٢) في (س): فهو.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٢٩٢، "لباب التأويل" للخازن ٤/ ٣٧٧، ولم ينسبه.
(٤) في (س): لأنهما.
(٥) ذكره الزمخشري في "الكشاف" ٦/ ٢٧٥، والرازي في "مفاتيح الغيب" ٣٠/ ٢٣٦، كلاهما لم ينسباه، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٩، ونسبه إلى ابن السكيت، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٧، ولم ينسبه.
(٦) ذكره الزمخشري في "الكشاف" ٦/ ٢٧٤، والهمداني في "إعراب القرآن" ٤/ ٥٨٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١١٩.
(٧) قال الطبري في "جامع البيان" ٢٩/ ٢٠٥: وأشبه هذِه الأقوال بالصواب قول من قال: معنى ذلك ﴿مِن نُّطفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ نطفة الرجل ونطفة المرأة؛ لأن الله وصف النطفة بأنها أمشاج، وهي إذا انتقلت صارت علقة، فقد استحالت عن معنى النطفة، فكيف تكون نطفة أمشاجًا وهي علقة؟ وأما الذين قالوا: إن نطفة الرجل بيضاء وحمراء، فإن المعروف من نطفة الرجل أنها سحراء على لون واحد، وهي بيضاء تضرب إلى الحمرة، وإذا كانت لونًا واحدًا لم تكن ألوانًا مختلفة، وأحسب أن الذين قالوا: هي العروق التي في النطفة قصدوا هذا المعنى. ا. هـ. والبرمة: القدر من الحجارة.


الصفحة التالية
Icon