واختلف العلماء في جواب القسم: فقال بعض نحاة الكوفة:

= ثلاثتهم: قبيصة، ووكيع، والعدني، عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل، عن أُبيّ بن كعب به.
وأخرجه ابن المنذر، وابن مردويه كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٥١٠، وابن أبي حاتم كما في "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٤/ ٤٦٧.
والحديث حسنه الترمذي، وصححه الحاكم. إلَّا أن مداره على عبد الله بن عقيل وفيه لين كما تقدم.
وبكل حال: فمع الميل إلى تضعيفه إلَّا أن للحديث شاهدًا من حديث أبي هريرة: رواه الترمذي، باب صفة القيامة (٢٤٥٠)، عن أبي بكر بن أبي النضر، ورواه الحاكم في "المستدرك" ٤/ ٣٤٣، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٥١٢ (٨٨١) من طريق الحسين بن الفضل، ورواه العقيلي في "الضعفاء" ٤/ ٣٨٣ عن محمد بن إسماعيل، ورواه البغوي في "شرح السنة" ١٤/ ٣٧٠ (٤١٧٣) من طريق محمد بن عبيد الهمذاني.
أربعتهم: أبو بكر، والحسين، ومحمد بن إسماعيل، ومحمد بن عبيد، عن أبي النضر هشام بن القاسم، عن أبي عقيل الثقفي، عن يزيد بن سنان التميمي، عن بكير بن فيروز، عن أبي هريرة به نحوه.
وهذا حديث ضعيف. قال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث أبي النضر.
قلت: ويزيد بن سنان هو أبو فروة الرهاوي الجذاري لا يتابع عليه، ولا يعرف إلَّا به. قاله العقيلي. والرهاوي هذا ضعيف بالاتفاق، بل إن النسائي تركه.
وبكير بن فيروز مقبول. أي: حيث يتابع كما هو اصطلاح الحافظ ابن حجر في مقدمة "تقريب التهذيب".
وحاصل الأمر: أن الحديث وإن كان ضعيفًا إلَّا أنه يتقوى بالشاهد الأول فيحكم عليه بأنه حسن لغيره، وممن ذهب إلى ذلك الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ٢/ ٦٣٨.


الصفحة التالية
Icon