وقيل: بُعثت ليقضي الله تعالى بينها (١).
٦ - ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ﴾
قرأ أهل مكة، والبصرة: بالتخفيف (٢) وغيرهم: بالتشديد (٣) واختلفوا في معناه: فقال ابن زيد (٤)، وشمر ابن عطية (٥)

(١) قاله السدي. كره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢١٣، والزمخشري في "الكشاف" ٦/ ٣٢١، ولم ينسبه. ال الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٦٧ مرجحاً: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى حشرت: جمعت فأُميتت؛ لأن المعروف في كلام العرب من معنى الحشر: الجمع، ومنه قول الله تعالى: ﴿وَالطَّيْرَ مَحْشُوَرةً﴾ يعني: مجموعة، وقوله: ﴿فَحَشَرَ فَنَادَى﴾ وإنما يحمل تأويل القرآن على الأغلب الظاهر من تأويله لا على الأنكر المجهول.
(٢) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٦٧٣)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأَصْبهانِيّ (ص ٣٩٧)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٦١٧، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٦٣.
(٣) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص ٧٣)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأَصْبهانِيّ (ص ٣٩٧)، "التذكرة" لابن غلبون ٢/ ٦١٧، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٦٣.
وتوجيه القراءة: أن الحجة لمن خفف: أنَّه أراد به: مُلئت مرة واحدة، والحجة لمن شدد: أنَّه أراد: أنها تفتح، فيفضي بعضها إلى بعض، فتصير بحراً واحدًا.
انظر: "الحجة" لابن خالويه (ص ٣٦٣)، "الحجة" لابن زنجلة (ص ٧٥٠)، "الكشف عن وجوه القراءات" لمكي ٢/ ٣٦٣.
(٤) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٦٨، وذكره القشيري في "لطائف الإشارات" (ص ٦٩٣) ولم ينسبه، والقرطبي ١٩/ ٢٢٨.
(٥) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٦٨، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٥٢٧ لعبد بن حميد، وابن المنذر أَيضًا، وذكره القشيري في "لطائف الإشارات" (ص ٦٩٣) ولم ينسبه، والقرطبي ١٩/ ٢٢٨.


الصفحة التالية
Icon