النبي - ﷺ - للوقت، فإذا هو بجبريل -عليه السلام- قد أقبل من جبال عرفات بخشخشة (١) وكلكلة، قد ملأ ما بين المشرق والمغرب، ورأسه في السماء ورجلاه في الأرض، فلما رآه النبي - ﷺ - خر مغشيًا عليه، قال: فتحول جبريل -عليه السلام- في صورته، فضمه إلى صدره، وقال: يا محمد لا تخف، فكيف لو رأيت إسرافيل -عليه السلام- ورأسه من تحت العرش، ورجلاه في التُّخُوم السابعة، وإن العرش لعلى كاهله، وإنه لتضاءل أحيانًا من مخافة الله تعالى، حتى يصير مثل الوَصَعْ: -يعني العصفور- حتى ما يحمل عرش ربك إلا عظمته (٢).
٢٤ - ﴿وَمَا هُوَ﴾
يعني: محمدًا - ﷺ - (٣)، ﴿عَلَى الْغَيْبِ﴾ أي: الوحي، وخبر السماء،

(١) الخشخشة: حركة لها صوت كصوت السلاح.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٣٣.
(٢) [٣٣٧٤] الحكم على الإسناد:
ضعيف جدًّا؛ فيه إسحاق بن بشر ومقاتل بن سليمان كذبوهما، ومخلد بن جعفر اختلط بعد أن كان أمره مستقيمًا، وإسماعيل مختلف فيه.
التخريج:
رواه البغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٣٥٠ عن المصنف.
ورواه ابن المبارك في "الزهد" (ص ١٠١) (٢٢١)، عن الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن رسول الله - ﷺ - مرسلًا.
وأخرجه السيوطي في "الحبائك في أخبار الملائك" (ص ٢٢). وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ٣٩، والخازن في "لباب التأويل" ٤/ ٣٩٩.
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٨/ ٣٥١، "الكشاف" للزمخشري ٦/ ٣٢٧، "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ٤٤، "مفاتيح الغيب" للرازي ٣١/ ٧٤.


الصفحة التالية
Icon