وقال السدي: قدر في الرحم تسعة أشهر، أقل أو أكثر، فهدى للخروج من الرحم (١).
وقال الواسطي: قدر السعادة والشقاوة عليهم، ثم يسر لكل واحد من الطائفتين سلوك ما قدر عليه (٢).
وقيل: قدر الأرزاق، فهداهم لطلبها (٣).
وقيل: قدر الذنوب على عباده، ثم هداهم للتوبة (٤) (٥).

(١) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٢، ولم ينسبه، والواحدي في "الوسيط" ٤/ ٤٧٠، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٤٠٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٨٨.
(٢) ذكره الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٦، والزجاج في "معاني القرآن" ٥/ ٣١٥، والنحاس في "إعراب القرآن" ٥/ ٢٥٤، ولم ينسبوه، والسلمي في "حقائق التفسير"، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٤٠٠.
(٣) ذكره النحاس في "إعراب القرآن" ٥/ ٢٠٤، والسلمي في "حقائق التفسير"، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٢، والبغوي في "معالم التنزيل" ٨/ ٤٠٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٨٩، كلهم دون نسبة.
(٤) ذكره السلمي في "حقائق التفسير"، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٨٩، ولم ينسباه.
(٥) قال الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٢: والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الله عم بقوله (فهدى) الخبر عن هدايته خلقه، ولم يخصص من ذلك معنى دون معنى، وقد هداهم لسبيل الخير والشر، وهدى الذكور لمأتى الإناث، فالخبر على عمومه، حتى يأتي خبر تقوم به الحجة، دال على خصوصه.
ويمكن جمع هذِه الأقوال بمعنى: قدر الأشياء كلها فهداها إلى أداء وظائفها كما قدّرها لها، فالله تعالى كما قدر للإنسان أن يكون قادرًا على النطق والعلم بما وهبه من العقل وآلات الجسد هداه لاستعمال فكره، ولما قدر البقرة للدر ألهمها =


الصفحة التالية
Icon