قوله تعالى: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ - ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)﴾ يعني: القيامة،
تغشي كل شيء بالأهوال، هذا قول أكثر المفسرين (١).
وقال سعيد بن جبير (٢)، ومحمد بن كعب (٣): الغاشية: دليله قوله عز وجل: ﴿وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ (٤).

(١) كابن عباس، والضحاك، وقتادة.
ابن عباس: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٩، وابن المنذر، وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٦/ ٥٧٢، وذكره النحاس في "إعراب القرآن" ٥/ ٢٠٩، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٧.
الضحاك: ذكره الماوردي ٦/ ٢٥٧، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٩٤.
قتادة: أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٩، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٥٧٢ لعبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم أيضًا بلفظ: الساعة.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٩، وذكره النحاس في "إعراب القرآن" ٥/ ٢٠٩، وابن فورك، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٥٧، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٢.
(٣) ذكره ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٢، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٩/ ٩٤، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥.
(٤) إبراهيم: ٥٠، قال الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٥٩: والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله قال لنبيه - ﷺ - ﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (١)﴾ ولم يخبرنا أنه عنى غاشية القيامة، ولا أنه عنى غاشية النار، وكلتاهما غاشية، هذِه تغشى الناس بالبلاء، والأهوال، والكروب، وهذِه تغشى الكفار باللفح في الوجوه، والشواظ، والنحاس، فلا قول في ذلك أصح من أن يقال كما قال جل ثناؤه، ويعم الخبر بذلك كما عمه.
قلت: وهو ما مال إليه النحاس في "إعراب القرآن" ٥/ ٢٠٩.


الصفحة التالية
Icon