وروى الشعبي (١)، عن دغفل الشيباني (٢)، عن علماء حمير قالوا: لما هلك شداد بن عاد، ومن معه من الصيحة على مرحلة من إرم ذات العماد، ملك من بعده ابنه مرثد بن شداد، وقد كان أبوه خلفه بحضرموت على ملكه وسلطانه، فأمر بحمل أبيه من تلك المفازة إلى حضرموت، فحمل مطليًا بالصبر والكافور، وأمر فحفرت له حُفيرة في مغارة استودعه فيها على سرير من ذهب، وألقى عليه سبعين حُلّة منسوجة بقضبان الذهب (٣)، ووضع عند رأسه لوحًا

= دهياء وفاقرة عظمى، ورزية كبرى أمثال هؤلاء الكذابين من الدجالين الذين يجترئون على الكذب، تارة علي بني إسرائيل، وتارة على الأنبياء، وتارة على الصالحين، وتارة على رب العالمين، وتضاعف هذا الشر وزاد كثرة بتصدر جماعة من الذين لا علم لهم بصحيح الرواية من ضعيفها من موضوعها للتصنيف والتفسير للكتاب العزيز، فأدخلوا هذِه الخرافات المختلقة، والأقاصيص المنحولة، والأساطير المفتعلة في تفسير كتاب الله سبحانه، فحرفوا وغيروا وبدلوا. ا. هـ.
(١) عامر بن شراحيل، ثقة مشهور فقيه فاضل.
(٢) هو دغفل بن حنظلة بن زيد السدوسي، النسابة الشيباني، الذهلي، مختلف في صحبته، سُئل أحمد: له صحبة؟ قال: ما أعرفه، وعده ابن المديني في المجهولين من شيوخ الحسن، وقال ابن سعد: لم يسمع من النبي - ﷺ -، وقال العسكري: يقال إنه روى مرسلا، وقال ابن حبان: أدرك النبي - ﷺ -، وقال ابن حجر: مخضرم، ويقال: له صحبة، ولم يصح.
انظر: "الاستيعاب" لابن عبد البر ٢/ ٤٥، "أسد الغابة" لابن الأثير ٢/ ١٩٣، "تهذيب الكمال" للمزي ٨/ ٤٨٦، "الإصابة" لابن حجر ٢/ ٣٢٤، "تقريب التهذيب" لابن حجر (١٨٢٦).
(٣) قضبان الذهب: قطع الذهب. =


الصفحة التالية
Icon