المكابدة مقاساة الأمر، وركوب معظمه (١)، وأصل الكبد الشدة، وهو من الكبِد (٢).
قال لبيد:

يَا (٣) عينُ هلاّ بكيتِ أربدا إذا قمنا وقام الخُصُوم في كبَد (٤)
وقال مجاهد، وإبراهيم، وعكرمة، وعبد الله بن شداد، وعطية، والضَّحَاك، وأبو صالح رحمهم الله: يعني منتصبًا قائمًا، معتدل
(١) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٦٢.
(٢) قال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" ٥/ ١٥٣: الكاف والباء والدال أصل صحيح، يدل على شدة في شيء وقوة، من ذلك الكبد، وهي المشقة يقال: لقي فلان من هذا الأمر كبدًا أي مشقة.
وانظر: "تهذيب اللغة" للأزهري ١٠/ ١٢٧، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٦٥٩)، "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٥٢٨).
وهو هنا جعل الشدة هي الأصل، ومنه اشتق العضو المعروف (الكبد)، والقول الثاني عكس هذا القول.
انظر: "مفاتيح الغيب" للرازي ٣٢/ ١٦٥.
(٣) من (ج).
(٤) "ديوانه" (ص ٥٠).
وانظر: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٢٩٩، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ١٩٨ وهي جزء من قصيدة يرثي بها أخاه من أمه أربد بن قيس، عندما أرسل الله عليه صاعقة فأحرقته.
انظر: "البداية والنهاية" لابن كثير ٥/ ٥٨، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ٨/ ١٢٦.


الصفحة التالية
Icon