﴿مَالًا لُبَدًا﴾ كثيرًا، بعضه على بعض (١)، وهو من التلبد في عداوة مُحَمَّد -صلى الله عليه وسلم-.
وقال مقاتل: نزلت في الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وذلك أنَّه أذنب ذنبًا فاستفتى رسول الله - ﷺ - فأمره أن يكفر، فقال: لقد ذهب مالي في النفقات، والكفارات، منذ دخلت في (٢) دين محمَّد -صلى الله عليه وسلم- (٣).
واختلف القراء في قوله: ﴿لُبَدًا﴾ فقرأ أبو جعفر بتشديد الباء على جمع لا بد، مثل راكع وركّع (٤)، وقرأ مجاهد بضم اللام والباء مخففًا (٥)، كقولك: أمر نُكر (٦)، ورجل جُنب، وقرأ الباقون بضم

(١) انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة (ص ٥٢٨)، "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٢٩٩، "إيجاز البيان" للنيسابوري ٢/ ٣١٩، "معجم مقاييس اللغة" لابن فارس ٥/ ٢٢٨، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص ٧٣٤).
(٢) ليست في (ج).
(٣) انظر: "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٣١، "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٤٨٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٤٧٠.
كلهم بغير إسناد، وزاد ابن عطية في "المحرر الوجيز" أنها نزلت في عمرو بن ود، ونسبه إِلَى النقاش.
(٤) انظر: "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأَصْبهانِيّ (ص ٤١٠)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٤٠١، "جامع البيان" للطبري ٣٠/ ١٩٩.
(٥) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٥/ ٤٨٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٢٠/ ٦٤، "البحر المحيط" لأبي حيان ٨/ ٤٧٠، وزاد أنها قراءة ابن أبي الزِّناد، "زاد المسير" لابن الجوزي ٩/ ١٣١، وزاد أنها قراءة عثمان بن عفان والحسن.
(٦) في (ج): نكب.


الصفحة التالية
Icon